|
الصفحة الرئيسية
>
حــديث
عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَتَى النّبِيّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ مَا الْمُوجِبَتَانِ؟ فَقَالَ: "مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئا دَخَلَ الجنّةَ. وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئا دَخَلَ النّارَ" رواه مسلم.
يدل هذا الحديث على أن الشرك من موجبات دخول النار؛ فهو أعظم المحرمات على الإطلاق؛ فكل ذنب يمكن أن يغفره الله إلا الشرك فلا بد له من توبة مخصوصة، قال الله تعالى: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) [النساء /48] .
والشرك منه ما هو أكبر مخرج عن ملة الإسلام ، صاحبه مخلد في النار إن مات على ذلك، ومما يؤسف له أن هذا النوع من الشرك منتشر في كثير من بلاد المسلمين، ومن مظاهره:
عبادة القبور واعتقاد أن الأولياء الموتى يقضون الحاجات ويفرجون الكربات والاستعانة والاستغاثة بهم، والله سبحانه وتعالى يقول: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) [سورة الإسراء /23].
وكذلك دعاء الموتى من الأنبياء والصالحين أو غيرهم للشفاعة أو للتخليص من الشدائد والله يقول : (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله ) [سورة النمل/62] وبعضهم يتخذ اسم الشيخ أو الولي عادته وديدنه إن قام وإن قعد وإن عثر، وكلما وقع في ورطة أو مصيبة وكربة ، فهذا يقول : يا محمد ، وهذا يقول : يا علي وهذا يقول : يا حسين ، وهذا يقول : يا بدوي ، وهذا يقول : يا جيلاني ، وهذا يقول يا شاذلي ، وهذا يقول يا رفاعي ، وهذا يدعو السيدة زينب ، والله يقول : ( إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم ) [الأعراف /194] ، وبعض عباد القبور يطوفون بها ، ويستلمون أركانها ، ويتمسحون بها ، ويقبّلون أعتابها، ويعفرون وجوههم في تربتها، ويسجدون لها إذا رأوها ، ويقفون أمامها خاشعين متذللين متضرعين سائلين مطالبهم وحاجاتهم ، من شفاء مريض ، أو حصول ولد ، أو تيسير حاجة ، وربما نادى صاحب القبر سيدي جئتك من بلد بعيد فلا تخيبني ، والله عز وجل يقول : ( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون ) [الأحقاف /5] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار" وبعضهم يحلقون رؤوسهم عند القبور، وعند بعضهم كتب بعناوين مثل : " مناسك حج المشاهد" ويقصدون بالمشاهد القبور وأضرحة الأولياء، وبعضهم يعتقد أن الأولياء يتصرفون في الكون وأنهم يضرون وينفعون والله عز وجل يقول : ( وإن يمسسك اللّه بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله ) [يونس /107] وكذلك من الشرك النذر لغير الله كما يفعل الذين ينذرون الشموع والأنوار لأصحاب القبور.
ومن مظاهر الشرك الأكبر الذبح لغير الله ، والله يقول : ( فصل لربك وانحر) [الكوثر /2] أي انحر لله وعلى اسم الله ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لعن الله من ذبح لغير الله"،
فمن الواجب على المسلم اجتناب هذه المحرمات وتنبيه بعض المسلمين الجهال الذين يفعلونها على خطورتها وأنها من الشرك بالله. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
المزيد |